الاثنين 21 أكتوبر 2024 | 03:12 م

رحلة الكلب "بوكا" تعيد الأذهان إلى مصر القديمة: أسطورة حية أم دعاية سياحية؟

شارك الان

في واقعة أثارت دهشة العالم، تمكن الكلب "بوكا" من تسلق هرم الجيزة والنزول منه برشاقة، ما جعله حديث وسائل الإعلام المحلية والدولية، وخلق دعاية مجانية مع بداية الموسم السياحي في مصر. 

Image

وقال  الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة،في تصريح خاص لـ مصر الآن ،أن هذه الواقعة تجمع بين الحقيقة والخيال، مما يعيد إلى الأذهان العديد من الأساطير والحكايات المثيرة التي تعكس ارتباط الحضارة المصرية بالعالم الأسطوري والواقعي في آن واحد.

وأشار ريحان إلى قصة لوحة الحلم التي أمر الملك تحتمس الرابع بوضعها بين يدي تمثال أبو الهول بعد أن رأى في منامه أن التمثال بشره بتوليه عرش مصر إذا أزال الرمال المتراكمة عليه. هذا الحلم تحول إلى واقع بعد سنوات قليلة عندما اعتلى تحتمس الرابع العرش، وسجل حلمه على اللوحة الشهيرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم.

تتزامن قصة الكلب "بوكا" مع تلك الرمزية، حيث يعتبر البعض أن هذا الحدث يعيد إحياء فكرة الكلب الحارس، التي ارتبطت بتاريخ مصر القديم. فالكلاب كانت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المصرية، حيث استُخدمت للصيد والحراسة، وكان لها بعد ديني بارتباطها بالإله أنوبيس، حارس الجبانة والمشرف على تحنيط الموتى.

Image

وأوضح ريحان أن الكلاب، وخاصة الكلاب الفرعونية، كانت تتميز بالرشاقة والسرعة، ما يجعلها قادرة على أداء مهام شبيهة بما قام به "بوكا". ودعا إلى الاستفادة من هذه الحادثة في الترويج للسياحة، من خلال الاهتمام بالكلاب الضالة في منطقة الأهرامات، وإنشاء وحدة بيطرية تعتني بها، وربط هذا المشروع بالدعاية السياحية. وأضاف أن دولًا مثل إسبانيا، التي تعشق الكلاب، يمكن أن تكون وجهة لجذب السياح من خلال هذا الاهتمام بالحيوانات.

كما اقترح ريحان توجيه الاهتمام نحو السياحة المرتبطة بالحيوانات، عبر الجمع بين التاريخ والبيئة، من خلال عرض مومياوات الحيوانات في المتاحف المصرية مثل متحف التحنيط بالأقصر، وربطها بالحياة البرية المعاصرة في محميات مصر الطبيعية.